-A +A
أحمد الحذيفي (الرياض)

لكل شيء إذا ما تم نقصان.. فلم تكتمل فرحة تخفيف أزمة السكن في وسط العاصمة الرياض، حتى تظهر أزمة «المخلفات»، فالفرحة بالتوسع العمراني الذي يزحف كل يوم هربا من اختناق مدينة الرياض بالاتجاهات الأربعة، أفسدته مخلفات هذا التوسع، إذ ملأت مخلفات المباني الشوارع والأحياء لترسم خارطة مشوهة رغم ما كان منتظرا في مخططات منظمة وراقية.
وحي العزيزية أحد أحياء جنوب العاصمة الرياض، ومقصد للعديد من المواطنين الباحثين عن بناء مساكن لهم، بسبب وجود مخططات جديدة يرى البعض أن أسعار الأراضي فيها رغم ارتفاعها إلا أنها الأقل عن أحياء شمال الرياض، غير أن التوسع صاحبه انتشار كبير لمخلفات المباني في الشوارع والأراضي الفضاء داخل الحي، وباتت تشكل منظرا سيئا يشتكي منه الأهالي مرارا لتأخر إزالتها. ويقول نايف الدوسري أحد سكان الحي أنه يسكن في حي العزيزية منذ خمس سنوات انتعش خلالها بناء المساكن بشكل كبير جدا، خصوصا مع وجود مخططات جديدة وقيام العديد من الشركات العقارية ببناء عدد من المباني السكنية وبالتالي بيعها بالنقد أو الأقساط، فيما انتشرت في شوارع الحي والأراضي البيضاء مخلفات المباني التي تعد مصدر قلق، يخيف السائقين من سلوك العديد من الشوارع، خصوصا في مخطط الجوهرة نظرا لامتلائها بمخلفات المباني التي تؤثر على السيارات وتشوه المنظر.
واتفق معه ناصر العمري ودعا إلى ضرورة تشديد العقوبات على من يقوم برمي مخلفات المباني في الشوارع، وطالب المقاولين برمي مخلفات المباني بعيدا عن المباني حتى لا يلحق الضرر بالسكان والمارين بهذه الشوارع، فيما يشير عبدالسلام العامري إلى أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع بدءا بمالك المبنى والمقاول المنفذ، وتابع «يجب أن يقوم المالك بالدور الأول وأن يتحمل المسؤولية ويشعر بالوطنية من خلال وجوب إزالته لهذه المخالفات.. وكذلك البلدية يجب أن تكثف من جولاتها على الشوارع وإيقاع أشد العقوبات على من يقوم بتشويه وقطع الشوارع بمخلفات المباني».
ويؤكد المواطن سعيد الشهري أن أحياء شرق الرياض التي نهضت عمرانيا بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية تعاني هي الأخرى من تناثر مخلفات المباني في شوارع الأحياء والأراضي، وأضاف «هذه المخلفات تسبب قلقا للمواطنين والمقيمين القاطنين في هذه الأحياء، حيث إن المار في بعض الشوارع يضطر للتوقف نظرا لوجود هذه المخلفات كما أن السكان يخشون على سياراتهم من هذه المخلفات خاصة مع هبوب الرياح فبعض هذه المخلفات يتطاير على السيارات والبعض تجده أمام أبواب منازلنا كما أن المسامير تشكل مصدر خوف للجميع».

الوضع مقلق
من جهتها، طرحت «عكاظ» الوضع على الدكتور عبدالعزيز العمري عضو المجلس البلدي في الرياض، الذي أقر بالوضع المزري لهذه المخلفات، لافتا إلى أن المجلس لديه اجتماعات عدة ومختلفة لمناقشة مخلفات المباني، لافتا إلى وجود دراسة لن تتأخر في التنفيذ.
وعن نقل مخلفات المباني عن طريق الشاحنات ورميها في مواقع غير المواقع المحددة لها، قال العمري «هناك قرار صارم من صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير الرياض الراحل (رحمه الله) بخصوص هذه المخالفات بل أن من قراره رحمه الله الترحيل الفوري للعمالة المخالفة لرمي المخلفات في غير الأماكن المحدده لها». من جهة أخرى، قال مصدر في أمانة الرياض لـ «عكاظ» إن لدى الأمانة ممثلة في الإدارة العامة للنظافة فريق عمل مختص يضم كوادر وطنية شابة مدربة لمراقبة الرمي العشوائي في الأراضي وبشكل مستمر يعمل في أوقات مختلفة من اليوم وخلال عطلة نهاية الأسبوع،
فيما يتم التركيز في الوقت الحاضر على مناطق معينة لفترة زمنية، وكذلك الأماكن التي ترد منها شكاوى من المواطنين، وأيضا المناطق التي تشهد نشاطا إنشائيا في العمران، وذلك بتنفيذ حملات منظمة لمراقبة الشاحنات المحملة بمخلفات البناء والأتربة ومعرفة اتجاهها.